الفرق بين الرحمن والرحيم

ما الفرق بين الرحمن والرحيم ؟ من الاسئلة الهامة التي لا بد لكافة المسلمين من أن يكونوا على دراية بإجابتها, وهي من أسئلة المنهاج العلمي للعديد من البلدان العربية والاسلامية, وحرصا منا على تفوق الطلاب فإننا سوف نقوم من خلال هذا المقال بحل سؤال ما الفرق بين الرحمن والرحيم ؟

الفرق بين الرحمن والرحيم

أولاً: إنَّ اسم الرحمن هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا وللمؤمنين في الآخرة، وأما اسم الرحيم، فهو ذو الرحمة للمؤمنين كما في قوله تعالى: {وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَحِيما}[الأحزاب 43]، ولكن يشكل على ذلك قوله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوف رَّحِيم}[البقرة: 143]، وقوله تعالى: {رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}[الإسراء: 66].

ثانياً: إنَّ اسم الرحمن عائد على الرحمة الذاتية والرحيم دال على الرحمة الفعلية، يقول ابن القيم رحمه الله: إن الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه وتعالى، والرحيم دال على تعلقهما بالمرحوم، فكان الأول للوصف والثاني للفعل، فالأول دال على أنّ الرحمة صفته، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته ولذلك رحم آدم عليه السلام وحواء، وإذا أردت فَهمَ هذا فتأمل قوله تعالى: {وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَحِيما}[الأحزاب: 43]. وقوله تعالى:{إِنَّهُۥ بِهِمۡ رَءُوف رَّحِيم}[التوبة: 117].  ولم يجيء قط أنه رحمن بهم فعُلم أن الرحمن هو الموصوف بالرحمة والرحيم هو الرحيم برحمته.

ولذلك يقرن الله سبحانه وتعالى في كتابه استواءه على العرش بهذا الاسم كثيراً  كقوله تعالى: {ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ}[طه: 5]، وقوله تعالى:{ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ ٱلرَّحۡمَٰنُ فَسۡ‍َٔلۡ بِهِۦ خَبِيرا}[الفرقان:59]. فاستوى على العرش باسم الرحمن، لأن العرش محيط بالمخلوقات، وقد وسعها، والرحمة محيطة بالخلق واسعة لهم كما قال تعالى: {وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡء}[الأعراف: 156]. فاستوى على أوسع المخلوقات بأوسع الصفات فلذلك وسعت رحمته كل شيء، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لما قضى الله الخلق كتب في كتاب، فهو عنده موضوع على العرش: إنَّ رحمتي تغلب غضبي}. فتأمل اختصاص هذا الكتاب بذكر الرحمة، ووضعه عند العرش وطابق بين ذلك وبين قوله تعالى: {ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ}[طه: 5]، وقوله تعالى: {ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ ٱلرَّحۡمَٰنُ فَسۡ‍َٔلۡ بِهِۦ خَبِيرا}[الفرقان: 59]. يفتح لك باباً عظيماً هي معرفة الرب تبارك وتعالى.

وبذلك نكون قد أجبنا لكم أحبائنا الطلبة والطالبات الأعزاء على سؤالكم المتعلق بـ “الفرق بين الرحمن والرحيم” بشكل نموذجي وصحيح. ونرجو أن تكونوا قد حققتم أقصى استفادة من المقال, وإذا لاحظتم أي غموض أو التباس في الشرح المقدم فيمكنكم التصحيح من خلال قسم التعليقات.

ملاحظة: الحلول المقدمة من قبل فريق كل شيء للمنهاج العلمي والدروس والأسئلة الواردة الينا هي حلول تمت مراجعتها من قبل فريق متخصص.

كنا وإياكم في مقال حول إجابة سؤال الفرق بين الرحمن والرحيم, وإذا كان لديكم أي سؤال أخر أو استفسار يتعلق بمنهاجكم أو بأي شيء؛ لأننا موقع كل شيء فيمكنكم التواصل معنا عبر قسم التعليقات، وسنكون سعداء بالرد والإجابة عليكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى