تعرف على أبرز مراحل حياة الرئيس الراحل حسني مبارك التي لا يعرفها الكثيرون

اليوم أسدل الستار عن حياة الرئيس المصري السابق  محمد حسني  مبارك بعد أن أمضى قرابة ثلاثين عاما في الحكم، حيث توفي اليوم الثلاثاء 25-2-2020 ،عن عمر ناهز الـ92 عاما .

الرئيس المصري السابق حفلت حياته بالكثير من الأحداث والمفارقات حيث أن حياته السياسية  بدأت بسجل عسكري حافل إلى أن انتهت بثورة شعبية أطاحت به  في يناير 2011، وفي هذا التقرير نعرض لكم أهم  نبذة عن الرئيس المصري السابق:

أبرز مراحل حياة الرئيس المصري محمد حسني مبارك :

تعتبر فترة الحكم التي حكم بها الراحل حسني مبارك هي الفترة الأطول منذ العام 1952 وامتدت لفترة ثلاث عقود ، أنهمن خلالها الحكم الملكي.

حسني مبارك ولد في الرابع من مايو/ أيار 1928 في قرية كفر المصيلحة في محافظة المنوفية، بمنطقة الدلتا شمال القاهرة.

بعد أن انهى تعليمه الثانوي التحق بالكلية الحربية في مصر وحصل على البكالوريوس في العلوم العسكرية عام 1948،بعدها حصل على درجة البكالوريوس في العلوم الجوية عام 1950 من الكلية الجوية ، تلقى دراسات عليا في أكاديمية “فرونزا” العسكرية في الاتحاد السوفيتي السابق.

حياته الشخصية:

عرف عن حسني مبارك رفضه الدائم للحديث عن تفاصيل حياته الشخصية، حيث كان متزوجا من سوزان ثابت وهي مصرية تحمل أيضا الجنسية البريطانية لأن والدتها من ويلز في المملكة المتحدة، وقد درست في الجامعة الأمريكية.

وكان معروفا عنه أيضا أنه رجل رياضي يستيقظ في السادسة صباحا، ويمارس رياضة الإسكواش.

لمبارك ولدان هما علاء (50 عاما) وهو بعيد عن العمل السياسي ويعتقد انه رجل أعمال كبير، وجمال (48 عاما) وهو الذي اقتحم مجال السياسية في عهد والده ووصل إلى منصب أمين لجنة السياسات في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم وجرى الحديث خلال ولاية والده الخامسة عن استعدادات لتوريثه الحكم خاصة وأنه تم فرض قيود على الترشح لرئاسة الجمهورية.

حياته السياسية :

تدرج حسني مبارك في سلم القيادة العسكرية فعين عام 1964 قائداً لإحدى القواعد الجوية غرب القاهرة.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1967 عُين مديرا للكلية الجوية في إطار حملة تجديد قيادات القوات المسلحة المصرية عقب هزيمة يونيو/حزيران 1967.

بعدها عين رئيساً لأركان حرب القوات الجوية المصرية وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى تعيينه قائداً للقوات الجوية ونائبا لوزير الدفاع عام 1972.

وفي عام 1973، اشترك في التخطيط لحرب 6 أكتوبر/ تشرين الأول حيث بدأ الهجوم المصري بعبور قناة السويس والتوغل في جزيرة سيناء التي كانت احتلتها إسرائيل منذ حرب يونيو/ حزيران 1967.،فقد بدأ العمليات العسكرية بغارات جوية مكثفة ساعدت في دعم عبور القوات المصرية لقناة السويس واقتحام خط بارليف وهو ما كان له أثر كبير في تحويل مبارك إلى بطل قومي.

في العام التالي للحرب تمت ترقيته إلى رتبة فريق، بعدها اختاره الرئيس المصري السابق أنور السادات نائبا له في عام 1975.

كان مبارك يلعب دوا رأساسيا في المفاوضات مع إسرائيل إلى أن تم التوصل إلى اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 ومعاهدة السلام بين البلدين عام 1979، والتي انقسمت حولها الآراء في الشارع المصري حيث اعتبرتها عدة قوى معارضة ولا سيما الإسلامية بمثابة تنازل لإسرائيل.

وعندما اغتيل الرئيس السادات خلال عرض عسكري في السادس من أكتوبر 1981، حيث أن كان مبارك جالسا إلى جواره خلال العرض،وقد نجا مبارك في ذلك اليوم ، وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول 1981 أدى محمد حسني مبارك اليمين الدستورية كرئيس للبلاد.

هذا وقد أعيد انتخابه رئيسا للبلاد في استفتاءات شعبية عليه كمرشح أوحد أعوام 1987، و1993 و1999 حيث أن الدستور المصري وقتها يحدد فترة الرئاسة بست سنوات دون حد أقصى للمرات التي يمكن أن يترشح فيها.

أما في عام 2005 أقدم مبارك على تعديل دستوري جعل انتخاب الرئيس بالاقتراع السري المباشر وفتح باب الترشيح لقيادات الأحزاب وأعيد انتخابه بنسبة كبيرة من أصوات الناخبين.

أسلوب مبارك السياسي :

مبارك خلال فترة حكمه  لم يتبن أيديولوجية معينة بقدر ما اعتمد أسلوبا براغماتيا في ما يتعلق بمعالجته للمعضلات التي واجهتها بلاده والقضايا الإقليمية الشائكة خصوصا الصراع العربي – الإسرائيلي. لكن معارضيه اعتبروا ذلك افتقارا لرؤية سياسية واضحة.

وقد أدى التزمه باتفاقية السلام متحديا القوى المعارضة لها،إلى أن خلقت له خصوماً في الداخل وفي العالم العربي. وقد تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عام 1995.

شهد عهده تنفيذ مشروعات كبرى مثل مترو الأنفاق وتوشكي وإسكان الشباب في المدن الجديدة.

قاوم المطالب بإجراء إصلاحات سياسية على مدى سنين، إلا أن تطبيق إصلاحات خاصة في ولايته الخامسة لم يمكنه من تفادي الانتقادات بشأن ما وصفه معارضوه بـ “الشلل السياسي وغياب الرؤية الشاملة وانتشار الفساد والبيروقراطية”.

خلال سنوات ولايته الخامسة تعرض لضغوط داخلية متزايدة من اجل إدخال إصلاحات سياسية واقتصادية، حيث زادت حدة المعارضة بعد انتخابات مجلس الشعب في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2010 التي أسفرت عن انتخاب برلمان يسيطر عليه الحزب الوطني الحاكم بأغلبية كاسحة تزيد عن 90%.

وقد شهدت مصر سلسة تظاهرات حاشدة في 25 يناير/ كانون الثاني 2011  امتدت أياما وبلغت أوجها يوم 28 يناير/كانون الثاني الذي سمي بجمعة الغضب وانتهى بفرض حظر التجوال ونزول الجيش إلى شوارع القاهرة ومدن عدة.

تنحيه عن الحكم:

رغم أنه تحدث أكثر من مرة عن نيته التنحي عن الحكم لكنه لم يشأ التخلي عن الرئاسة متحدياً مطالب المتظاهرين ، و لكن في يوم 11 فبراير/ شباط أعلن نائبه مدير المخابرات اللواء عمر سليمان عن تخلي مبارك عن منصبه وتكليف المجلس العسكري بإدارة شؤون البلاد.

وبعد شهرين من تنحيه تم التحقيق مع مبارك في مكان إقامته بمدينة شرم الشيخ باتهامات تتعلق بقتل متظاهرين، واستغلال النفوذ ونهب المال العام،حيث ظهر راقدا على سرير طبي أثناء حضوره جلسات محاكمته. وفي الثاني من يونيو / اذار 2012، قضت محكمة جنايات القاهرة بمعاقبة مبارك بالسجن المؤبد لمسؤوليته عن قتل المتظاهرين وهي العقوبة ذاتها التي نالها وزير داخليته بينما برأت المحكمة المعاونين الستة لكن جرت تبرأة مبارك لاحقا من هذه التهمة.

وقضت المحكمة أيضا بانقضاء المدة في الدعوى المقامة ضد مبارك ونجليه بتهم استغلال النفوذ ونهب المال العام،حيث تم نقل مبارك إلى مستشفى سجن طره حيث كان يقضي عقوبته.

وخرجت مظاهرات غاضبة بعد النطق بالحكم احتجاجا على هذه الأحكام التي اعتبرها المحتجون أحكاما مخففة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى